برامج متنوعة

خريجو التصميم الجرافيك يتنافسون ضد الذكاء

كتب: محمد شاهين

0:00

 

في ظل التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، بات خريجو التصميم الجرافيكي والفنون البصرية يواجهون واقعاً جديداً يتمثل في المنافسة المباشرة مع هذه التقنيات على فرص العمل، مما يضع مستقبلهم المهني على المحك.

هذا الواقع المرير عبرت عنه “داربي هاتشبي”، خريجة جامعة برمنغهام سيتي، والتي قضت أكثر من عام في البحث عن وظيفة دائمة بعد تخرجها عام 2020. تقول داربي: “لقد شككتُ في قيمة شهادتي، وتساءلت: ماذا فعلت؟ لقد أنفقت كل هذا المال والوقت على درجة علمية، ولكن هل سأحصل حتى على فرصة لاستخدامها؟”

شركات كبرى تمهد الطريق:

لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي مجرد حلم مستقبلي، بل تحول إلى استراتيجية فعلية لدى شركات عالمية. ففي عام 2022، استخدمت “هاينز” أدوات “أوبن أيه آي” لتوليد صور للإعلان عن الكاتشب. كما أطلقت “كوكا كولا” العام الماضي إعلاناً لعيد الميلاد تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. حتى أن علامة الأزياء “مانجو” واجهت انتقادات لاستخدامها نماذج مراهقين مولدة بالذكاء الاصطناعي في حملتها “Sunset Dream”، وسط اتهامات بسلب وظائف البشر وممارسة “إعلانات مضللة”.

تأثير مزدوج ومخاوف مبررة:

لا يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على تقليل الوظائف المتاحة فحسب، بل يمتد لرفع توقعات العملاء بشأن سرعة إنجاز المهام. وتوضح هاتشبي (27 عاماً): “لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء الأشياء بسرعة كبيرة، يتوقع العملاء من المصممين فعل الشيء نفسه، لكننا نتبنى نهجاً أكثر شخصية.”

وتؤكد توقعات “المنتدى الاقتصادي العالمي” هذه المخاوف، حيث تصنف وظائف التصميم الجرافيكي among أسرع الوظائف تراجعاً بحلول عام 2030، بسبب صعود الذكاء الاصطناعي.

استجابة الخريجين: بين إعادة التأهيل والتميز:

لمواجهة هذا التحدي، يسعى الخريجون إلى تطوير مهاراتهم. فقررت داربي هاتشبي، التي تبحث عن عمل حر في برمنغهام، تطوير مهاراتها في مجال الرسوم المتحركة لتتميز عن المنافسة وتقدم مجموعة أوسع من الخدمات.

أما “آشلي سادлер” (21 عاماً)، خريجة جامعة شيفيلد هالام، فقد فكرت جدياً في إعادة تأهيل نفسها كمسعف، بعد أن وجدت صعوبة بالغة في البحث عن وظيفة. وتعبر عن قلقها قائلة: “لقد بذلت كل هذا الجهد، ودرست لمدة خمس سنوات، ليأتي الذكاء الاصطناعي الآن. جعلني ذلك أشكك في قيمة الشهادة وأتساءل: لماذا كنت أفعل كل هذا العمل؟”

رؤية الخبراء: التكيف وليس الاستسلام:

من جانبها، ترى الدكتورة “ريبيكا روس” من “جامعة الفنون في لندن” أن فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على صناعة التصميم هي فكرة خاطئة. وتؤكد أن المصممين سوف يتكيفون ويستخدمونه بطرق غير متوقعة. وتقول: “لطما تطور التصميم الجرافيكي جنباً إلى جنب مع التغيير التكنولوجي.”

وتشير روس إلى أن ما يبحث عنه أصحاب العمل في الوظائف المبتدئة يتغير أيضاً؛ فبينما تبحث بعض الشركات عن خريجين لمساعدتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي، يتطلع آخرون إلى توظيف أشخاص يمتلكون “صوتاً متميزاً” ليكونوا بارزين ضد “الإنتاج الآلي” للتكنولوجيا.

نصائح عملية لمواجهة التحدي:

من الناحية العملية، يقدم “جايك جيفريز”، مؤسس الوكالة الإبداعية “Milk&Tweed”، نصائح للخريجين للتميز، مؤكداً على أهمية العقلية الاستباقية والمبادرة الشخصية. ويقول: “أحب دائماً أن أسمع الناس يقولون، ‘هذا مشروع قمت به مجاناً لشركة أمي’، أو ‘لصديق والدي’، لأن هذا يظهر لي أنك تستمتع بما تفعل.”

ويشدد جيفريز على أن الأفكار لا تزال مهمة كما siempre في ملف الأعمال، وأن المعرفة العملية ببرامج مثل “أدوبي” واكتساب الخبرة الحقيقية بمبادرة شخصية هي عوامل تساعد الخريجين على البروز.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.