جدل واسع بعد ظهور عارضة أزياء بتقنية الذكاء الاصطناعي في مجلة “فوغ”: هل تهدد النماذج الرقمية معايير الجمال والتنوع؟

في سابقة تُثير الكثير من التساؤلات، ظهرت لأول مرة في مجلة Vogue الشهيرة عارضة أزياء ليست حقيقية، بل تم إنشاؤها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. العارضة الافتراضية تصدّرت إعلانًا لعلامة Guess ضمن إصدار شهر أغسطس، ما أشعل موجة من الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على معايير الجمال، ومستقبل صناعة الأزياء.

ويُظهر الإعلان عارضة شقراء المظهر، بمقاييس شبه مثالية، ترتدي ملابس صيفية من مجموعة Guess، مع ملاحظة صغيرة على طرف الصفحة توضح أن العارضة ليست حقيقية، بل من إنتاج الذكاء الاصطناعي.

🤖 خلف الكواليس: من هي الشركة التي تقف خلف العارضة الافتراضية؟

الإعلان الذي أثار الدهشة أنجزته شركة Seraphinne Vallora، بقيادة المؤسستين فالنتينا غونزاليس وأندريا بيتريسكو.

توضح غونزاليس أن العملية لم تكن بسيطة كما يظن البعض، بل استغرقت عدة أسابيع، حيث تم تصميم 10 نماذج أولية، ثم تم تطوير نموذجين (شقراء وسمراء) بناءً على اختيار مشترك مع مؤسس Guess، بول مارسيانو.

وتُشير الشركة إلى أن تكلفة إنتاج مثل هذه النماذج قد تصل إلى مئات آلاف الدولارات، ويتم العمل عليها بواسطة فريق من خمسة مختصين.

📸 بين الابتكار والتهميش: ماذا يعني ذلك لعالم الأزياء الحقيقي؟

فيسيليتي هايوارد، إحدى عارضات الأزياء من فئة الحجم الكبير (Plus-size) التي تنشط منذ أكثر من عقد، عبّرت عن استيائها الشديد من استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، واعتبرت أن هذه الخطوة “كسولة ورخيصة”، وتُهدد التنوع والشمولية التي تم تحقيقها بصعوبة في العقد الماضي.

تقول هايوارد:

“هذا القرار مُحبط ومخيف… إنه يُقوّض سنوات من الجهود لفتح المجال أمام التنوع الحقيقي، خصوصًا لمن ينتمون إلى الفئات المهمشة.”

🧠 الذكاء الاصطناعي ومعايير الجمال المثالية

يرى مراقبون أن اعتماد الشركات على نماذج اصطناعية تتمتع بجمال “مثالي” قد يؤدي إلى:

تثبيت معايير غير واقعية للجمال، خاصة بين الشباب.

تهميش مزيد من العارضات الحقيقيات، خصوصًا من فئات الحجم الكبير أو الخلفيات العرقية المتنوعة.

تعزيز التمييز غير المباشر ضد الأشخاص العاديين في الحياة اليومية.

وبينما تعتبر الشركات مثل Guess أن استخدام النماذج الرقمية يُمثل تقدمًا تقنيًا وتسويقًا مختلفًا، يرى المعارضون أن ذلك يعيد الصناعة إلى الوراء في مجال الشمولية والتمثيل.

📌 ما مستقبل الموضة في عصر الذكاء الاصطناعي؟

يبدو أن عالم الأزياء يدخل مرحلة تحول حاسمة، حيث يتداخل الإبداع البشري مع الابتكار الرقمي. ومع تزايد قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج صور واقعية، يُطرح سؤال جوهري:

هل ستصبح المنصات الإعلانية مخصصة لكائنات رقمية “مثالية”، أم أن الجمهور سيطالب بمزيد من الأصالة والواقعية في التمثيل البصري؟

الحسم في هذه المعادلة قد لا يكون سهلًا، لكن الواضح أن المستهلكين، والعاملين في المجال، وصنّاع القرار مطالبون بإعادة التفكير في أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصةً حين يتعلق الأمر بصورة الإنسان.

🔚 ختامًا

رغم انبهار البعض بجمال العارضة الاصطناعية الجديدة، إلا أن النقاش الحقيقي يبدأ الآن حول القيم التي نُريد أن نعكسها في عالم الجمال والموضة.

هل نُفضّل المثالية المُصنّعة، أم نعطي مساحة أكبر للتنوع الإنساني الحقيقي؟

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

Ask ChatGPT