
في خطوة مبتكرة لمواجهة أزمة قوائم الانتظار الطويلة لعلاج آلام الظهر المزمنة، أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) تجربة رائدة لعيادة علاج طبيعي تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي، تحت اسم Flok Health، وهي الأولى من نوعها التي تحصل على اعتماد هيئة الرعاية الصحية (Care Quality Commission).
الأزمة والحل التقني
تُعد آلام الظهر السبب الرئيسي للإعاقة عالميًا، حيث يعاني مئات الآلاف في المملكة المتحدة من تأخر تلقي العلاج بسبب الضغط على الخدمات الصحية. جاء تطبيق Flok Health، الذي أسسه لاعب التجديف الأولمبي السابق فين ستيفنسون والخبير التقني ريك دا سيلفا، ليتيح للمرضى الوصول الفوري إلى خطط علاجية مخصصة عبر فيديوهات مسجلة مسبقًا، تُدار بواسطة خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة.
كيف يعمل التطبيق؟
يتفاعل المرضى مع “فيزيو افتراضي” مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يجيب على أسئلة تُسهم في تصميم مسار علاجي فردي، مع أكثر من مليار تركيبة محتملة لتلبية الاحتياجات المتنوعة. وعلى عكس أنظمة الذكاء التوليدية (مثل ChatGPT)، يعتمد Flok على نظام مُراقَب يمنع تقديم نصائح طبية غير دقيقة أو مفتعلة، مما يضمن سلامة المستخدمين.
التوسع والطموحات
بعد إطلاق الخدمة بنجاح في اسكتلندا، تتوسع Flok حاليًا في إنجلترا، مع هدف تغطية 50% من المملكة المتحدة خلال عام. كما تعمل الشركة على إضافة برامج علاجية جديدة تستهدف حالات مثل التهاب مفصل الورك والركبة، بالإضافة إلى صحة الحوض لدى النساء.
التحديات وملاحظات المستخدمين
رغم الإيجابيات، يواجه النظام تحديًا رئيسيًا: عدم قدرته على مراقبة الحركات الجسدية للمرضى، ما يعتمد على التزامهم بتطبيق التعليمات بدقة. كما أشار بعض المستخدمين، مثل كاتب المقال الأصلي، إلى تفضيلهم الإرشاد البشري المباشر لتعديل الوضعيات خلال التمارين.
رأي الخبراء
يؤكد خبراء الصحة أن الذكاء الاصطناعي قادر على رفع كفاءة الرعاية الصحية وتوسيع نطاقها، خاصة في المناطق النائية، لكنهم يحذرون من ضرورة تقييم هذه الأدوات بدقة، ومراقبتها باستمرار، وتصميمها لدعم—وليس استبدال—الرعاية السريرية التقليدية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي