أوبن إيه آي تطلق أداة “سورا” لتوليد الفيديو في بريطانيا وأوروبا: ثورة جديدة في صناعة المحتوى
كتب: محمد شاهين

أطلقت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) أداة توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي “سورا” (Sora) في المملكة المتحدة وأوروبا، مما يمثل خطوة كبيرة نحو تحويل صناعات الإعلام والإعلان والترفيه. هذه الأداة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو واقعية من خلال أوامر نصية بسيطة، مما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع الرقمي.
كيف تعمل “سورا”؟
تسمح أداة “سورا” للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو مدتها تصل إلى 20 ثانية من خلال إدخال أوامر نصية. على سبيل المثال، عند كتابة “شخصان في غرفة معيشة في الجبال”، تقوم الأداة بإنشاء مقطع فيديو يظهر مشهداً واقعياً يلبي الطلب. وعلى الرغم من أن النتائج لا تزال تعاني من بعض العيوب التقنية، مثل مشاكل في تحريك الأيدي، إلا أن الخلفيات والديكورات تبدو مقنعة بشكل لافت.
تأثير “سورا” على صناعة الإعلام
أثارت هذه الأداة اهتماماً واسعاً في صناعة الإعلام، حيث أعلن المنتج التلفزيوني والسينمائي الأمريكي تايلر بيري تعليق خطة توسيع استوديوهاته بقيمة 800 مليون دولار بعد رؤية إمكانات “سورا”. وقال بيري: “إذا كنت أريد تصوير مشهد في الجبال، فقد لا أحتاج إلى بناء ديكورات أو السفر إلى الموقع. يمكنني القيام بذلك من مكتبي باستخدام الكمبيوتر”.
فرص وتحديات للإبداع
تُعتبر “سورا” أداة قوية للفنانين والمبدعين الرقميين، حيث تتيح لهم إنشاء مفاهيم إعلانية وأفكار إبداعية بسرعة وسهولة. جوزفين ميلر، فنانة رقمية بريطانية، قالت إن الأداة وسعت فرص “المبدعين الشباب”، وهي تستخدمها بالفعل لعرض مفاهيم إعلانية على العلامات التجارية.
ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا تثير أيضاً مخاوف بشأن مستقبل الفنانين والعاملين في الصناعات الإبداعية. ديفيد جونز، الرئيس التنفيذي لشركة “براندتيك غروب”، وصف تأثير أدوات مثل “سورا” بأنه “اضطراب تكتوني” في صناعة الإعلان، مشيراً إلى أن هذه الأداة تمثل “لحظة كوداك” للصناعة، في إشارة إلى انهيار شركة كوداك أمام الثورة الرقمية.
قضايا حقوق النشر
أصبحت قضية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى دون إذن من الفنانين نقطة خلاف رئيسية. تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل “سورا” و”ChatGPT” على نماذج يتم تدريبها باستخدام كميات هائلة من البيانات المستخرجة من الإنترنت، مما أثار تساؤلات حول انتهاك حقوق النشر.
في المملكة المتحدة، تصاعد الجدل حول خطط الحكومة للسماح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام الأعمال المحمية بحقوق النشر دون إذن. وقد رد القطاع الإبداعي بإطلاق ألبوم احتجاجي صامت من قبل 1000 موسيقي، بالإضافة إلى رسالة مفتوحة من شخصيات إبداعية بارزة مثل دوا ليبا وتوم ستوبارد وبول مكارتني، حذروا فيها من أن الحكومة على وشك الموافقة على “تسليم حقوق ودخل القطاعات الإبداعية البريطانية لشركات التكنولوجيا الكبرى”.
مستقبل “سورا” والذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن “سورا” ليست في صلب هذا الجدل، إلا أنها تمثل تهديداً تنافسياً للفنانين الذين يطالبون بالتعويض إذا تم استخدام أعمالهم لتدريب هذه الأدوات. كما حذر رئيس موقع “يوتيوب” من أن استخدام محتوى المنصة لتدريب “سورا” قد يشكل انتهاكاً لشروط الخدمة.
بيبان كيدرون، المخرجة الحائزة على جوائز وعضو مجلس اللوردات البريطاني، قالت إن وصول “سورا” يضيف “طبقة أخرى من الإلحاح” إلى النقاش حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي